ارتفاع عدد الوفيات بسبب «الميليودوسيس» في ولاية كوينزلاند الأسترالية بعد الفيضانات
ارتفاع عدد الوفيات بسبب «الميليودوسيس» في ولاية كوينزلاند الأسترالية بعد الفيضانات
أسفر تفشي مرض "الميليودوسيس" الناجم عن الفيضانات عن وفاة جديدة في ولاية كوينزلاند الأسترالية، مما يرفع حصيلة الوفيات إلى 26 حالة هذا العام.
أعلنت وزارة الصحة في كوينزلاند في بيان الخميس عن تسجيل 10 إصابات جديدة بمرض "الميليودوسيس" خلال الأسبوع الماضي، الذي يُعد من الأمراض الاستوائية جراء البكتيريا التي تعيش في المياه والتربة، هذا المرض يزداد انتشاره بشكل ملحوظ بعد الفيضانات والأمطار الغزيرة، حيث يمكن أن تدخل البكتيريا إلى الجسم عبر الجروح أو عن طريق استنشاق الهواء الملوث أو شرب المياه الملوثة وفق وكالة أنباء “واس”.
وتُظهر التقارير أن الحالات الجديدة تم رصدها في مناطق متعددة تشمل تاونزفيل وكيرنز وماكاي شمال غرب كوينزلاند، حيث شهدت تاونزفيل أعلى معدل للأمطار في تاريخها هذا العام، مما يعكس حدة الكارثة الطبيعية.
التحذيرات الصحية وتداعيات الفيضانات
وفي إطار التحذيرات الصحية، حثت السلطات الأسترالية سكان كوينزلاند، وخاصة أولئك الذين يعانون من أمراض السكري وأمراض الرئة، على تجنب ملامسة التربة والمياه الملوثة، وكذلك ضرورة المبادرة بالكشف والعلاج المبكر باستخدام المضادات الحيوية.
ومع استمرار الفيضانات، تم إجلاء العشرات من السكان جوًا، لا سيما في بلدتي ستونهنج وويندورا اللتين شهدتا أمطارًا وصلت إلى ضعف متوسط الهطول السنوي، ما جعل هذه الفيضانات الأسوأ منذ عام 1974.
الدعم الحكومي وتحديات الوصول
تسعى الحكومة الأسترالية جاهدة للتخفيف من آثار الكارثة من خلال تفعيل برنامج "مساعدة المشقة الشخصية"، الذي يشمل تقديم قروض ميسرة وإعانات شحن لدعم المجتمعات المتضررة. ومع ذلك، يظل الوصول إلى المناطق المنكوبة صعبًا للغاية في ظل ارتفاع منسوب المياه.
ورغم التحسن الطفيف في الأحوال الجوية، يحذر كبير خبراء الأرصاد الجوية، جوناثان هاو، من أن المياه ستحتاج وقتًا طويلاً للتراجع، مما يجعل الوضع الإنساني أكثر تعقيدًا، وسط توقعات بأن الأزمة ستستمر لعدة أسابيع.
التغيرات المناخية والتهديدات البيئية
ويُعد هذا الوضع جزءًا من سلسلة التحديات البيئية المتزايدة التي يشهدها العالم نتيجة لتغير المناخ. فالفيضانات والأعاصير والعواصف العنيفة أصبحت ظواهر متكررة، مما يعكس تصاعد تأثيرات الاحتباس الحراري.
وقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية في خطر" نتيجة لتزايد الأزمات الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف والحرائق، مشددًا على أن "لا يوجد بلد في العالم محصن من تداعيات هذه الأزمات".